من المهم جدًا معرفة صفات المعلم الناجح، وهذا مفيد للقائمين على تدريبه وإعداده لفهم الصورة الصحيحة التي يجب أن يكون عليها المعلم، بالإضافة لمعرفته هو ذاته ونوع القدرات الواجب توافرها فيه، وتجاوزًا لكل المسميات في هذا المجال والتي تتحدث عن الكفايات أو المهارات أو القدرات أو الصفات وغيرها من المسميات، نتناول هنا أهم جوانب قوة ونجاح المعلم.
المجال المعرفي والثقافي
إن تمكن المعلم من مادته العلمية بالإضافة لما يرتبط بها من جوانب ثقافية مسألة لا خلاف حول أهميتها ودورها في شخصية المعلم وعمله، فهذا التمكن عدا أنه يساعده على فهم أدواره التربوية وعمليات تدريسه، يمده بثقة كبيرة في نفسه ويجعله دائما في حالة وعي بالذات، بالإضافة لمتابعته المستمرة للتطور في مجال المادة ومحتواها وما يجري في الوسط الثقافي، لأن هذا يمكنه من ربط المعرفة والمادة العلمية بالواقع الحياتي للمتعلم، مما يقرب المعلومة ويجعل المناهج أكثر وظيفية.
المجال التربوي
يتضمن هذا المجال جوانب ذات أهمية قصوى لأنه يمثل البناء العام لعمله والفضاء الواسع الذي سيعمل فيه ومن خلاله، بل إن شخصية المعلم المهنية الحقيقية تبرز في هذا المجال، لذلك لا بد أن يكون المعلم ملمًا بالجوانب الآتية:
- فهم الفلسفة المجتمعية والمركبات الثقافية التي توجه النظام التربوي والتعليمي لأنها تعد القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها التعليم.
- المعرفة التامة للأهداف التربوية ودورها في ترجمة فلسفة وتطلعات المجتمع، لذلك لا بد من استيعاب تلك الأهداف بمستويات
ها كافة، ونعني بذلك طويلة المدى أو المتوسطة والقصيرة منها، إلى أن نصل إلى صياغة الأهداف السلوكية أثناء علميات التدريس.
- معرفة الخطط والمناهج الدراسية وبنيتها المعرفية ومجالها الدراسي وما يميزها ويفصل بينها.
- المعرفة التامة لطرق التدريس بأنواعها كافة، وما يرتبط بها من مهارات تدريسية، لأنها أولًا وآخرًا وسائله التي سيتعامل من خلالها مع المنهج وفي توصيل المعلومة للمتعلم.
- التمكن من مهارات الإعداد سواء الذهني أوالنفسي أو الكتابي، فالإعداد هنا يمثل الخطة التدريسية التي سيطبقها المعلم في ضوء فهمه لمادته ومعرفته لإمكانيات المتعلمين والوسائل والأدوات المتاحة.
- التمكن من مهارة إدارة الفصل، والتي لا ينظر إليها كوسيلة ضبط وإسكات للمتعلمين بقدر ما هي مهارة لتحفيزهم وإشراكهم في عملية التعلم، بدلا من كونهم متلقين فقط، وهذا يتطلب فهم الفروق الفردية بينهم مما يساعده على تنفيذ عملية التدريس بشكل أفضل.
- التمكن من مهارة التقويم، سواء أثناء عملية التدريس أو في فترات الاختبارات لقياس نواتج التعلم والتحصيل وفق تقويم علمي ومقنن ومبني على أسس تبين عوامل الصعوبة والتميز وعوامل الضعف عدا أنها مؤشر جيد بالنسبة للمعلم لقياس أدائه.
- التمكن من مهارات استخدام الوسائل والمعينات التربوية، والتي أصبحت متاحة ومتيسرة بشكل كبير إضافة إلى تنوعها وتميز بعضها في وقتنا الحاضر.
- الحرص على التنمية المهنية سواء أكانت ذاتية أم مقدمة من الجهات الأخرى المشرفة على عمله.
مجال الشخصية
شخصية المعلم من أهم محددات نجاحه في عمله، لذا نجد أن هناك اتفاقًا حول السمات التي يجب أن يتمتع بها ومن أهمها:\
- إدراكه لهويته الوظيفية والتي هي أساس عمله بشكل عام، فالمعلم يجب أن يكون لديه فهم كبير لطبيعة عمله والدور الإنساني والتربوي المتوقع منه، ويدرك أن المطلوب منه ليس فقط التدريس ونقل المعلومات، فهو مرب وموجه ومعلم وصاحب رسالة كبيرة أعطته أهمية ومكانة متميزة.
- القدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار، وهذا يرتبط أيضًا بالثقة بالنفس والإحساس الكامل بالذات.
- الهدوء والاتزان الانفعالي يُعد من أهم السمات الشخصية للمعلم، وهذا عكس القلق والتوتر المستمر الذي سوف ينعكس سلبًا على المتعلمين، بل يضعف حتى موقفه أمام ذاته والمتعلمين والمسؤولين عنه.
- أن يكون مثالًا للمتعلم سواء في مظهره أو سلوكه العام في الأقوال أو الأفعال على حد سواء.
- أن يكون عادلًا مع المتعلمين في كل أوجه النشاط الذي يقوم به سواء في فرص التعليم أو التعامل أو رصد الدرجات وغيرها.
- القدرة على التعاون والعمل الجماعي.
معايير المعلم
إذا كان الحديث عن صفات المعلم الناجح عامًا ووصفيًا، وذلك استنادًا لما تناولته الأدبيات التربوية وما تتطلبه علمية التدريس، في المقابل نجد أن هناك معايير أصبحت عالمية في حقيقتها ومضامينها، وهي قد تختلف في صياغتها إلا أنها تركز على جوانب أساسية في جوهرها، منها ما تم عرضه في الإطار الاسترشادي لمعايير أداء المعلم العربي (جامعة الدول العربية - 2010 ص 47- 48) على النحو الآتي:
1- أخلاقيات مهنة التعليم:
- يُظهر المعلم في سلوكه داخل المدرسة وخارجها أخلاقيات مهنة التعليم.
- يُظهر التزامًا بواجباته ومسئولياته المهنية، ويؤديها بإخلاص وأمانة وتواضع.
- يتقبل الطلبة ويعاملهم باحترام ونزاهة ومساواة وعدل ويحافظ على أسرارهم.
- يتواصل مع الطلبة بمودة وتعاطف.
- يلتزم القيم الحميدة في تعامله مع الزملاء والإدارة وأولياء الأمور والأطراف الأخرى.
- يستخدم مصادر المعلومات بأخلاقية.
- يوجه الطلبة إلى استخدام مصادر المعلومات بأخلاقية.
- يُظهر التزامًا برسالة المؤسسة التي يعمل فيها ويدافع عنها.
- يحافظ على مظهر عام يليق بمهنته.
- يتعاون مع زملائه ويُظهر اهتمامًا بتنميتهم مهنيًا.
- يتصرف في المواقف المختلفة بحكمة وحلم.
2- يفهم المعلمون طبيعة المتعلمين ويعززون تعلمهم:
- يتعرف المعلم على الفروق الفردية بين المتعلمين ويؤقلم ممارساته التدريسية وفقًا لذلك.
- يفهم المعلم خصائص نمو المتعلمين وطرق فهمهم المختلفة.
- يعامل المعلم المتعلمين سواسية.
- تمتد مهمة المعلم خارج إطار المعرفة الأكاديمية للمتعلمين.
3- يتقن المعلمون المادة التخصصية وكيفية تعليمها:
- يفهم المعلم بنية المعرفة في مجالات تخصصه وكيفية ارتباطها بمجالات المعرفة الأخرى.
- يمتلك المعلم معرفة تخصصية كافية حول كيفية توصيل المعرفة للمتعلمين.
- يسلك المعلم مسارات متعددة للحصول على المعرفة (اطلاع - بحث - تقصي).
4- يدير المعلمون تعليم وتعلم تلاميذهم:
- يستخدم المعلم استراتيجيات تعليمية استجابة لحاجات التلاميذ.
- تيسير خبرات التعلم الفعال.
- إشراك التلاميذ في حل المشكلات والتفكير الناقد والإبداعي.
- توفير مناخ ميسر للعدالة.
- دعم بيئة التعاقد الاجتماعي لتيسير الممارسات الديمقراطية في ضبط الفصل الدراسي.
- الاستخدام الفعال لأساليب متنوعة لإثارة دافعية المتعلمين.
- إدارة وقت التعلم بكفاءة والحد من الوقت الفاقد.
5- يمارس المعلمون التفكر (التغذية الراجعة الذاتية) في ممارساتهم:
- يتخذ المعلم قرارات تتعلق باختيارات صعبة (مثل الاختيار بين الشمول والعمق).
- يحرص المعلم على استشارة التربويين والمهنيين الآخرين ويستفيد من نتائج البحث التربوي والممارسات التدريسية لتطوير أدائه.
- يحرص المعلم على التواصل مع الخبرات المهنية التي يقدمها زملاؤه والتي يكتسبها تلاميذه لمواصلة التفكير وحل المشكلات وابتكار أفكار جديدة.
6- يحرص المعلمون على إقامة شراكة مع المجتمع:
- يسهم المعلم في تطوير مدرسته من خلال التشارك والتعاون مع زملاء المهنة.
- يعمل المعلم بشراكة مع أولياء الأمور.
- يستفيد المعلم من مصادر المجتمع المحلي.
مصدر المقال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق